يُستخدم العسل في الطبخ الإماراتي منذ أن كان يُحصد من خلايا النحل البرية في جبال حتا والفجيرة. كما يُقام مهرجان للعسل كل عام لمربي النحل المحليين، وهو ما يُظهِر مدى شعبيته حتى يومنا هذا.
ويقول النعيمي، وهو أحد مربي النحل المحليين: "كان العسل موجودًا منذ الأزل في الإمارات العربية المتحدة وأجزاء أخرى من شبه الجزيرة العربية. وكانت القبائل المختلفة تجمعه، من العسل الجبلي إلى العسل الذي يتم جمعه من الكهوف إلى العسل الذي يتم جمعه في الوادي، وهناك أيضًا عسل من الصحراء".
يُعد العسل اليمني المستخرج من شجرة السدر من أكثر أنواع العسل الخام رواجًا في المنطقة نظرًا لنقائه وخصائصه العلاجية ولونه العنبري العميق ولزوجته. يحظى هذا العسل الخام الغني والمعقد عالي الجودة بشعبية كبيرة في الأسر الإماراتية ويشكل هدية مثالية عند دعوته إلى منزل إماراتي.
هناك حب للحلويات والدقيق والتمر والتوابل والعسل، وهي مكونات أساسية في معظم الأسر، حيث تنتقل وصفات العديد من العائلات عبر الأجيال. ستجد العسل الخام يؤخذ بمفرده أو يستخدم بطرق متنوعة في أوقات الوجبات طوال اليوم. يتم تناول العسل الخام مع الخبز العربي في وقت الإفطار أو مع الخمير، وهو خبز مخبوز على النار، مصنوع من عجينة خفيفة تحتوي على الكركم والزعفران. والخبز الذي يتم تقديمه كحلوى هو الجباب، وهو يشبه الفطائر وينقع في نكهات ماء الورد والهيل والعسل والمكونات النموذجية المستخدمة في المطبخ الإماراتي.
تأثيرات الطعام الإماراتي
يعود أصل الطعام الإماراتي إلى القبائل البدوية التي كانت في الماضي تبحث عن الطعام وتصطاد في الصحراء القاحلة الجافة، وكان الصيادون يلقون بشباكهم في بحار الخليج العربي. وكانت طريقة الحياة البدوية وظروف المعيشة القاسية تعني إيجاد القوت من ما هو متاح. كان البدو يربون الماعز، وكانوا يستخدمون الطيور الجارحة، مثل الصقور، للصيد. وكانت المراكب الشراعية تبحر بين الإمارات والهند حيث كان يتم بيع اللؤلؤ وتجارة التوابل والأرز، ولهذا السبب ستجد تأثيرات هندية وفارسية وشامية في الأطباق الإماراتية.
أطباق لذيذة
الهريس هو عبارة عن عصيدة مع لحم، والمالح هو طبق سمك مملح، والمرقوقة هي حساء مخلوط بعجينة خبز طرية. الغوزي هو لحم ضأن مشوي أو مطهو على البخار أو ماعز أو جمل (في المناسبات الخاصة) يقدم مع الأرز في وقت الغداء، وهو وقت مهم للتجمع مع العائلة. يحب الإماراتيون الأرز وستجد أنواعًا مختلفة من الأرز على طريقة البرياني إلى الياسمين والمصري.
الأعشاب والتوابل الإماراتية
ما يميز المطبخ الإماراتي هو البزار، وهو مزيج من التوابل يتكون من الفلفل الحار والكزبرة وبذور الكمون وحبات الفلفل الأسود ونجمة اليانسون والثوم والحلبة والزنجبيل والكركم وجوزة الطيب والشمر وأحيانًا فطر الجبل المجفف أو الكمأة (على الرغم من ندرتها، إلا أنها موجودة). يختلف المزيج والمكونات الدقيقة من عائلة إلى أخرى. يستخدم الخليط في أطباق اللحوم والدواجن والخبز والأرز ويمكنك شراء البزار من الأسواق المحلية.
طقوس وثقافة الطعام الإماراتي
إن الاحترام والآداب من الأمور ذات الأهمية القصوى في الثقافة الإماراتية، وكذلك مشاركة الطعام وإظهار حسن الضيافة. وكان استهلاك لحم الإبل، ولا يزال، محجوزًا للمناسبات الخاصة. والجمل حيوان محترم، لأنه كان تاريخيًا الوسيلة الوحيدة للنقل في الصحراء، ويُنظر إلى حليبه عالي القيمة الغذائية على أنه هدية تُصنع منها الزبدة أو اللبن أو اللبن الرائب. ومن الكنوز الوطنية الأخرى شجرة الغاف التي تعد الشجرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة. تُقطع أوراقها وتُرش بعصير الليمون وتُؤكل نيئة أو تُضاف إلى الحساء، مثل ورق الغار الذي يستخرج النكهة أثناء عملية الطهي البطيئة.
يعد إظهار حسن الضيافة أولوية، كما أن الدعوة إلى منزل إماراتي تعتبر حدثًا خاصًا. عندما يستقبل المضيف أو المضيفة الضيوف، يشار إلى ذلك باسم طقوس "الفوالة" وتتضمن تقديم الفاكهة والحلويات مع العسل والقهوة العربية والعطور والبخور. تقليديًا، يتم تقديم الفوالة بين الوجبات الرئيسية في الصباح أو بعد الظهر، وكذلك في المناسبات الخاصة.
ثلاث حلويات أو حلوى تقدم على شكل فوالة
- خبيصة - فتات الدقيق المحمص المخلوط بالسكر والزعفران والهيل
- بثيثة - سميد مع تمر مهروس مخلوط مع الهيل والسمن الإماراتي أو الزبدة.
- فارني - بودنغ الأرز
يمكن تقديم كل هذه الأطباق مع العسل الخام.
التمر والعسل
يعتبر العسل الخام والتمر جزءًا كبيرًا ومهمًا من ثقافة وتقاليد الشرق الأوسط، وبالنسبة للمسلمين، فإن التمر مفيد للغاية لكسر الصيام خلال شهر رمضان المبارك. كل من التمر والعسل مفيدان للحفاظ على الطاقة ومليئان بالفيتامينات والعناصر الغذائية. يعد نخيل التمر أحد أقدم محاصيل الفاكهة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام على الأقل، حيث تم زراعته في الأصل في بيئات صحراوية مثل شبه الجزيرة العربية. يصنع الإماراتيون نسختهم الخاصة من الخميرة عن طريق تخمير التمر تحت الشمس واستخدامه كعامل تخمير لبعض أنواع الخبز. يعد الثريد، وهو حساء لحم مغطى بالرقاق (خبز رقيق للغاية) والتمر الحلو رمزًا طبيعيًا للضيافة. تعد تمور المجهول سادة أو محشوة بالمكسرات والفواكه المسكرة هدية تقليدية خلال المناسبات الخاصة وكذلك طبق من التمر والفواكه المجففة مثل المشمش والتين مع اللوز والجوز والفستق.
توصي زورا كويريشي من مطبخ زو
تعرف زهرة الكثير عن الخبز والثقافة الإماراتية. تدير مخبزها من مطبخ تم بناؤه خصيصًا في عجمان بالإمارات العربية المتحدة، حيث يتم توصيل الكعك المخبوز منزليًا حسب الطلب للعديد من السكان المحليين والمغتربين في الإمارات العربية المتحدة. الحلويات الإماراتية المفضلة لديها هي:
اللقيمات أو اللقيمات – وتعني "بحجم اللقمة" باللغة العربية، هي عبارة عن دونات مقرمشة من الداخل والخارج ومغموسة في العسل أو شراب التمر مع عجينة ناعمة في المنتصف. تُصنع من الدقيق والخميرة، وتُرش ببذور السمسم، وتُنكه بالهيل والزعفران، وغالبًا ما تُقدم قبل الحلويات الرئيسية.
شباب - فطيرة تقدم تقليديا في وجبة الإفطار مع العسل أو شراب التمر والجبن الكريمي أو اللبن أو اللبن الرائب أو الشاي والعسل.
وبعد ذلك هناك، كعكة العسل
كعكة العسل من الأطباق المفضلة لدى الإماراتيين والمعروفة خلال العيد، وهي كعكة ناعمة الملمس مصنوعة من أكوام من الدوائر الرقيقة التي يتم تكديسها واحدة فوق الأخرى مثل البرج مع كريمة طازجة بينهما مع عسل نقي.
وفي نهاية الوجبة، من المعتاد تقديم القهوة الإماراتية أو الشاي الأحمر المنقوع بالنعناع الذي يساعد على عملية الهضم، أو الكرك وهو شاي مغلي مع البهارات والحليب المكثف.
يتم تقديم القهوة في التجمعات عن طريق سكبها من الدلة، وهي وعاء قهوة تقليدي، حيث يتم تنفيذ طقوس "حرق الفم" أثناء احتساء المشروب الساخن أو امتصاصه واستنشق الهواء. تُستخدم بذور التمر من شجرة النخيل تقليديًا، حيث يتم تجفيفها وتحميصها وخلطها بالهيل على نار خفيفة للحصول على قهوة إماراتية قوية المذاق. عند إضافة الزنجبيل المطحون، يتم الحصول على قهوة عربية. تُضاف ملعقة من العسل الخام إلى قهوتك أو الشاي كمحلي طبيعي ويضيف نكهة لذيذة.
مقالات ذات صلة قد تجدها مثيرة للاهتمام: